Transkrip Lengkap Pidato Grand Syaikh Al-Azhar Dalam Kunjungan Resminya di Indonesia Tanggal 23 Februari 2016

Pada tanggal 23 Februari 2016, Grand Syaikh al-Azhar, Prof. Dr. Ahmad Muhammad al-Thayyib  mengadakan kunjungan resmi ke Indonesia dalam rangka menghadiri Multaqa Alumni Nasional ke-III Ikatan Alumni Al-Azhar Internasional, Cabang Indonesia.

Grand Syaikh beserta rombongan tiba di Indonesia pada hari Senin tanggal 22 Februari 2016 dengan menggunakan pesawat khusus. Kedatangan beliau didampingi Prof. Dr. Mahmud Hamdi Zaqzuq (Mantan Menteri Waqaf Mesir), Muhammad Abdus Salam (Al-Azhar Conselor), Prof. Dr. Abdul Fattah al-Awwari (Dekan Fakultas Ushuluddin Al-Azhar Kairo) dan rombongan dari Majlis Hukama al-Muslimin yang diketuai Sekjen-nya Dr. Ali al-Nu'aimi.

Kedatangan rombongan di Jakarta disambut langsung oleh Menteri Agama RI, Lukman Hakim Saifudin, beberapa tokoh Islam Indonesia seperti Prof. Dr. Quraisy Syihab, Duta Besar Mesir di Jakarta, Duta Besar Uni Emirat Arab di Jakarta dll. Kunjungan Syaikh Al-Azhar ini diagendakan akan berlangsung hingga 26 februari 2016.

Pada hari Selasa tanggal 23 Februari 2016, Grand Syaikh menyampaikan pidato bertema 'Seruan al-Azhar kepada Ummat dan Kemanusian', bertempat di Gedung Utama Harun Nasution di Kampus UIN Syarif Hidayatullah Jakarta.

Dalam pidatonya ini, Syaikh Ahmad al-Thayyib kembali menegaskan prinsip Al-Azhar yang mengedepankan wajah Islam yang moderat dan penuh toleransi.

Berikut pidato Syakh Al-Azhar selengkapnya:


كلمة شيخ الأزهرالشريف
فضيلة الشيخ أحمد محمد الطيب
 "خطاب الأزهر للأمة والإنسانيه" 
جاكرتا 23 فيراير 2016

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــ 
الحمدُ للهِ وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
...................
السَّـــادة الحضـــور!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد/
فأبدأ كلمتي بحمد الله وشكره والثناء عليه بما هو أهله، أن هيأ لي وللوفد المرافق من الأزهر الشريف ومن مجلس حكماء المسلمين -زيارة جمهورية إندونيسيا، والالتقاء بشعبها الطيب العريق بكل طوائفه، وبخاصة أشقاءنا في الإسلام وإخوتنا في الدين، هذا الشعب الذي يحظى باحترام مصر وشعبها لما يمثله من ثقل في ميزان الأمة، وعلامة بارزة في تاريخ الإسلام والمسلمين، وإخلاصٍ في التمسُّك بالإسلام: عقيدةً وسلوكًا وتطبيقًا لشريعته الغرَّاء..
ولَعَلِّي لا أُبالغ في مدحكم والثَّناء عليكُم -أيُّهَا الشَّعب الإندونيسي الأصيل!- لو قلتُ: إنَّ إندونيسيا قد حباهَا الله قدرة خاصة على تقديم الإسلام للعالم كله في صورة الدين الذي يدعو إلى سعادة الدنيا والآخرة، وتمتزج تحت ظلاله أصالة القديم وروعة الجديد، وتتصالح في رحابه حاجات الفرد ومصالح المجتمع.
وقد استطاع هذا الشعب اكتشاف كنوز الإسلام الحنيف، وقيمه التشريعية والخلقية، واستخراج ما تختزنه من قيم: العدل والمساواة والانفتاح على الآخر، والتشجيع على امتلاك مصادر القوة وأسباب التقدم العلمي والتقني، والتوكل على الله والاعتماد عليه في امتلاك هذه الطاقات الروحية والمادية.
وقد مَكَّن هذا الامتزاج بين الإيمان والعلم والعمل دولة إندونيسيا لأن تقفز إلى صدارة الدول المتقدمة في المنطقة، وتصبح «نِمرًا» رابط البأس والجأش بين النمور الآسيوية، وأن تضرب أروع الأمثال على أن الإسلام هو دين الدنيا والآخرة، ودين الحياة ودين الإنسانية كلها. وأن تفند بالدليل العملي مفتريات أعداء الإسلام وتخرصاتهم بأنه دين الكسل والتواكل، والتخلف الاجتماعي، وأنَّه يعيق التنمية الاقتصادية والسياسية، بل أصبح النموذج الإندونيسي الآن مبعث فخر واعتزاز لدى المسلمين، نظرًا لتقدم اقتصادها تقدمًا هائلًا مرموقًا في جنوب شرق آسيا..
وقد احتضن أهلُ إندونيسيا رسالة الإسلام التي وصلت إليهم على أيدي التجار المسلمين، ووافقت ما جُبل عليه أهل هذا الأرخبـيل من الوداعة ولين القلب ونزعة الأمن والميل إلى السَّلام، مع ما تميَّزت به عقيدة الإسلام وشريعته من وضوح وعدالة وسماحة.
وكانت مناطق «نوسانتارا» أوَّل مستقبل للإسلام في ذلكم العهد، ثم انتشر منها بعد ذلك وتوسَّع وتجدَّد حتَّى أصبحت إندونيسيا أكبر دول الإسلام قاطبة وأعظمها عددًا، وأشدَّها حُبًّا لله تعالى ولرسوله ﷺ وللقرآن الكريم وشريعته وأحكامه..
أمَّا أمرُ العلاقة بين شعبي: مصر وإندونيسيا فإنه يرجع –فيما يقول بعض المؤرخين-إلى عهد مُوغل في القِدَمِ، ثم تطوَّرَت هذه العلاقةُ عبر القرون إلى تبادلٍ تجاري وعلمي وثقافي، وكان بعضُ الحجَّاج الإندونيسيين يمكثون بعد الحج بِمَكَّة المُكَرَّمة والمَدينة المنوَّرة، ليدرسوا العِلْم على أيدي أساتذة الأزهر وعلمائه()، ويُسجِّل المؤرخون الأوربيون أنَّ خمسينات القرن التاسع عشر شهدت استقرار أوَّل جالية إندونيسيَّة بمصر، جاءت لتدرس العِلْم في الأزهر الشريف على أيدي علمائه وشيوخه، وقد سكن طُلَّابها في رواق من أروقة الأزهر سُمِّي باسمهم وهو: الرواق الجاوي، وكانت مطابع القاهرة تطبع مؤلَّفات عُلَمَاء الدِّين بإندونيسيا، كما تأثَّر الإندونيسيون عبر أبنائهم المقيمين بالأزهر بحركات تجديد الفكر الإسلامي في مصر التي اضطلع بها الإمام محمد عبده وتلاميذه من بعده، والحركات الوطنية بزعامة مصطفى كامل وزعماء التيَّار الوطني في ذلكم الحين..
والآن يدرس بالأزهر الشريف أكثر من خمسمائة وثلاثة آلاف طالب إندونيسي، يدرس منهم على نفقة الأزهر اثنان وستون ومائتا طالب وطالبة، ويُقدِّم الأزهر في كل عام لدولة إندونيسيا عشرين منحة دراسية، كما بلغ عد المبعوثين للتعليم الأزهري في إندونيسيا واحدًا وثلاثين مُعَلِّمًا..
.. .. .. 
الجَمْـعُ الكَــريم!
لَعلَّ من نافلة القَول أن عالَمنا المُعاصِر الذي نعيش فيه الآن تستبد به أزمات عديدة خانقة: سياسيَّةٌ واقتصاديَّةٌ وبيئيَّة، ولعل أسوأها وأقساها على دول العالَم الثالث وشعوبه أزمة الأمن على النفس والعرض والمال، والأرض والوطن، وافتقادُ السَّلام وشيوعُ الفوضى والاضطراب، وسيطرةُ القوَّة، واستِباحةُ حُرمات المُستضعفين. والأقسى من كل ذلك والأمرّ أنْ تُرتكب الجرائم الوحشيَّةُ الآن، من قتل وإراقة للدماء باسم الدين، وتحديدًا دين «الإسلام» وحده من بين سائر الأديان، حتَّى أصبح «الإرهاب» علمًا على هذا الدِّين ووصفًا قاصِرًا عليه لا يُوصف به دين آخر من الأديان السماوية الثلاثة، وهذا ظلم في الحُكم، وتدليس يزدري العقول والأفهام ويستخف بالواقع والتاريخ، فمن البيِّن بذاته أن بعض أتباع الديانات الأخرى مارسوا باسم أديانهم، وتحت لافتاتها، وبإقرار من خواصهم وعوامهم، أساليب من العنف والوحشية تقشعر منها الأبدان، وتشيب لها الولدان، وإلَّا فحدثوني عن الحروب الصليبيَّة في الشرق الإسلامي، والحروب الدينية في أوروبا، ومحاكم التفتيش ضد اليهود والمسلمين، ألم تكن هذه الحروب «إرهابًا» ووحشيَّة، ووصمة عار في جبين الإنسانية على مر التاريخ!! وقد يقال إن هذه التجاوزات أصبحت في ذمَّة التاريخ، ولم يَعُد لها تأثير تنعكس آثاره المُدمِّرة على عالم اليوم.. وإذن فحدثوني عمَّا يُسَمَّى الآن بالحرب الصليبيَّة الثانية، وهذه العبارة لم يجر بها لساني بسبب من وحي الصراع الذي نعيشه في العالمين: العربي والإسلامي، وإنَّمَا هي عنوان لكتاب صدر لباحث أمريكي مشهور هو: جون فيفر، عنوانه: «الحرب الصليبية الثانية: حرب الغرب المستعرة مجددًا ضد الإسلام» ولا يتسع الوقت بطبيعة الحال لعرض ما جاء في هذا الكتاب أو تلخيصه، ومثله عشرات الكتب في هذا الموضوع، ولكنِّي أردت أن أُبيِّن أن الانحراف الذي حدا بقلة قليلة من المنتسبين إلى الإسلام لارتكاب هذه الفظائع، التي أنكرها عُلَمَاء المسلمين ومفكروهم وعقلاؤهم وعامتهم وخاصتهم أشد الإنكار، هذا الانحراف حدث مثله بل أضعاف أضعافه في الأديان والمِلَل الأخرى، وشجع عليه رجال الأديان وباركوه ووعدوا مرتكبيه بالخلود في الجنان.
وأؤكد لكم أيُّهَا السَّادة أن النظر في تاريخ: «الإرهاب المقارن» إن صحَّت هذه التسمية، يثبت أن المسلمين كانوا في قمة الإنصاف والموضوعية، وهم يفرقون بين الأديان ومبادئها ورموزها، وبين انحرافات المنتسبين لهذه الأديان.. إن علماء المسلمين ومؤرخيهم كانوا يسمون هذه الحروب الإرهابية بحروب الفرنجة، ولم ينسبوها للأديان التي نشبت هذه الحروب باسمها، بل ما نسبوها حتى للصليب؛ وعيًا منهم بالفرق الشاسع بين الدين كهدي إلهي، وبين المتاجرين به في أسواق الأغراض والمصالح وسياسات التوسع والهيمنة، واحترمًا لمعتقدات الآخرين وما يدينون به، وذلك رغم ما تعرض له المسلمون قديمًا ولا يزالون يتعرضون له حديثًا في مناطق كثيرة معلومة للجميع، ولكن لا يمكن الصمت عما يحدث الآن للمستضعفين من المسلمين اليوم من قتل وإبادة جماعية وتهجير قسري في ميانمار، وسط صمت مخجل من المؤسسات الدولية المعنية، التي أناطت بها مواثيقها وقوانينها أمر الحفاظ على أمن الإنسان وحقه في الحياة، لا فرق في ذلك بين مسلم وغير مسلم.
وكذلك لا يمكن الصمت عما يعانيه المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من احتلال وتهويد وتغيير لمعالمه الإسلامية.
وإذا كانت بعض المؤسسات الدينية الغربية، قد سمحت لنفسها مناشدة العالم الآن لحل ما أسمته مشكلة اضطهاد المسيحيين في الشرق، وذلك رغم ما يؤكده الواقع من عيش مشترك وسلام متبادل بين المسلمين والمسيحيين الشرقيين، وأن ما يقع على بعض المسيحيين من اضطهاد وتشريد وتهجير في الآونة الأخيرة؛ يقع أضعاف أضعافه على مئات الآلاف من المسلمين الذين هلكوا هم ونساؤهم وأطفالهم في القفار والبحار، هربا من الجحيم الذي يلاقونه في بلادهم، أقول: إذا كانت بعض المؤسسات الدينية الكبرى في الغرب قد سمحت لنفسها أن تطلق هذا النداء، فإني - بدوري أناشد عقلاء العالم وحكماءه وأحراره لحل مشكلات اضطهاد غير المسلمين للمسلمين في الشرق وفي الغرب أيضا، حتى يتحقق الأمن ويَعُمَّ السلام، وتَنعمَ الإنسانيةُ شرقا وغربا.
.. .. ..
الجَمْـــعُ الكَــريم!
إنَّ الله، سبحانه وتعالى، لم يُنزل الأديان من لدنه لشقاء النَّاس ولا لتعريضهم للضرر والرهبة والخوف والرعب، وإنما أنزلها نورًا وهدًى ورحمة، والمسلمون على وجه الخصوص أبعد الخلق قاطبة عن الإرهاب، وما يتولد عنه من عنف، وقتل، وسفك للدم، وإزهاق للروح.. وأنا شخصيًّا لا أعلم دينًا ولا كتابًا سماويًّا توعَّد سفك الدماء بالعقوبة المغلظة في الدنيا والآخرة مثل الإسلام ومثل القرآن الكريم، فقد أوجب القرآن القصاص في القتل العمد في الدنيا، وتوعَّد قاتل العمد بجزاء شديد في الدار الآخرة: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ {النساء:93}.
وكيف يُوصَف الإِسلام بالإرهَاب وهو الدِّين الذي أعلن رسوله ﷺ أن المسلم هو «مَنْ سَلِمَ النَّاس مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ»()، وقال: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ»().. ولم يقتصر الإسلام على تحريم القتل وتحريم إسالة الدم فحسب، بل حرَّم ترويع الناس وتخويفهم حتى لو كان الترويع والتخويف على سبيل المزاح فقال ﷺ: «مَنْ أشارَ إلى أخيه بحديدةٍ، فإنَّ الملائكةَ تلعنُهُ حتَّى يَدَعهُ، وإنْ كَان أخاه لأبيهِ وأُمِّهِ»()، وقال: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا»().. وكيف يُتَّهم هذا الدين بالإرهاب والعنف والقتل والهمجية وقد وصف الله النبي الذي حمل هذا الدين وبلَّغه للنَّاس بأنَّه: رَحْمَةٌ لِّلْعَالَمِينَ، فقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ {الأنبياء: 107}. وهو ﷺ وصف نفسه بقوله: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ»()، أي أنا رحمة الله المهداةُ للعَالَمين، والمتأمل في الآية الكريمة والحديث الشريف لا بد له من أن ينتهي إلى حقيقتين لا مجال فيهما لريبة أو شك: 
الأولى: أن «الرحمة» بمفهومها الأعم الواسع هي الحكمة العليا التي من أجلها بعث الله نبيه إلى الناس، وهذا ما يقتضيه أسلوب القصر البلاغي في الآية وفي الحديث، وبحيث تتطابق الآية مع الحديث تطابقًا تمامًا في الدلالة على أن نبي الإسلام هو –حصرًا- نبيُّ الرَّحمة، وبُعث من أجل الرحمة، وأن الرحمة بالخلق هي الغاية من مجيئه إلى هذا الوجود.
والقرآن الكريم نفسه يثبت هذه الحقيقة من خلال رصد دوران كلمة «الرحمة»، وعدد مرَّات ورودها في آيات التنزيل، فمن بين سائر الفضائل التي ورد ذكرها في القرآن الكريم كالصدق والحلم والعدل والأمانة والعفو والكرم وغيرها، تنفرد صفة «الرحمة» بكثرة ورودها في القرآن كثرة لافتة للنظر، فقد وردت بمشتقاتها في خمسة عشر وثلاثمائة موضع، مقارنة بصفة «الصدق» التي وردت خمسًا وأربعين ومائة مرة، و «الصبر»: تسعين مرة، و «العفو» ثلاثًا وأربعين مرة، و«الكرم» اثنتين وأربعين مرة، و «الأمانة» أربعين مرة، و «الوفاء» تسعًا وعشرين مرة.
والحقيقة الثانية التي نستخلصها من التأمل في الآية والحديث هي عموم رحمته ﷺ بالعوالم كلها، بمعنى أنَّه رحمة الله إلى الخلق كافة وإلى الناس أجمعين، وأن رحمته ليست خاصة بالمسلمين فحسب، بل تتعداهم -بنص الآية – إلى غيرهم من سائر الأمم والشعوب، وهذا ما يؤخذ من كلمة: «العالمين»، والتي لا يتوقَّف مفهومها ومعناها عند حدود عالَم الإنس فقط، بل يشمل أيضًا كل العوالم التي أحصاها العلماء والحكماء والفلاسفة، وحصروها في عوالم الإنسان والحيوان والنبات والجماد.
وأنتم لو ألقيتم نظرة سريعة على سيرته ﷺ فسوف يُدهشكم شمولُ رحمته لكل هذه العوالم، بدءًا من الجماد وانتهاءً بالإنسان؛ فقد كانت له مع الجماد صلاتُ مودةٍ وسلامٍ، عبَّر عنها في قوله الشريف: «أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ»، وفي قوله: «إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ»(). وأوضح من ذلك نهيه الصريح لجيوش المسلمين أن يهدموا في حروبهم بيوت الأعداء، أو يخربوا عمرانهم، أو يقطعوا شجرهم ويقلعوا نباتهم، ويعقروا نخيلهم، وقد ورد ذلك وغيره في أوامر حاسمة يقول فيها النبي ﷺ: «...لا تَغُلُّوا، وَلا تَغْدِرُوا وَلا تُمَثِّلُوا، وَلا تَقْتُلُوا وليدًا»(). وفي حديث آخر: «... وَلا تَقْطَعُنَّ شَجَرَةً، وَلا تَعْقِرُنَّ نَخْلًا، وَلا تَهْدِمُوا بَيْتًا»()، ووصايا أخرى سار عليها أصحابه وخلفاؤه من بعده، ومنها وصية الصدِّيق رضي الله عنه لجيش أسامة وتحذيرهم من قتل الأطفال في بلاد العدو أو الشيخ الكبير أو المرأة أو الأجير أو الرهبان. أو ذبح الحيوان إلَّا لضرورة الأكل، وعلى قدرها، دون تجاوز أو زيادة.
ولَـكُم أيُّهَا السَّادة، بل للعالَم كله، أن يُقارن ويتأمَّل الفرق بين هذه الأخلاق الإنسانية العُليا التي حكمت سيوف المسلمين، في حروبهم وألجمتها عن تجاوز العدل حتى في مواجهة العدو، وبين همجية الحروب الحديثة، التي تبيد النساء والرجال، والأطفال، إبادة جماعية، وتهدِمُ البيوت على رؤوس أصحابها، وتُزيل قُرى كاملة من الوجود، كي يتبين للجميع أن الإسلام هو دين الرحمة وأن نبيه ﷺ هو نبي الرحمة..
أيُّهَا السَّادة يطول بِنا الوقت لو رُحنا نتتبَّع مظاهر تطبيق هذه الرحمة في عالم الإنسان والحيوان والنبات والجماد، ولكن قصدت من وراء هذه اللمحة السريعة أن أتساءل: كيف صُوِّر هذا الدين الذي يدور على مفهوم الرحمة ومعناها، وجودًا، وغايةً، وهدفًا، في صورة العُنف والقتل وإرهاب الآمنين، إنَّ هذا الدِّين الحنيف ما كان لِيوصَم بهذا الإفك المفترَي لولا ما ابتليت به هذه الأُمَّة في الآونة الأخيرة بنابتة سوء من أبنائها وشبابها، يقترفون جرائم القتل والحرق، والتمثيل بجثث المسلمين وغير المسلمين، ويظنون أنهم بجرائمهم هذه يجاهدون في سبيل الله ويُحيون دولة الإسلام، وقد كفَّروا مَن خالفهم مِنْ المسلمين ولم يعتنق أفكارهم الشَّاذَّة، ومذاهبهم المُنحَرِفة، الَّتي يرفضها الإسلام ويبرأ منها وينكرها أشدَّ الإنكار..

والأزهر الشريف وهو يتحمَّل مسؤوليَّة البلاغ والبَيان أمام الله تعالى يوم القيامة، لا يألو جهدًا في التنبيه المُسْتَمِر على انحراف هذه الأفكار، وأنها ليست من الإسلام والقرآن والشريعة، لا في قليل ولا كثير، وأن هؤلاء مضلَّلون في تنكّبهم هدي الله ورسوله وأنهم، من حيث يعلمون أو لا يعلمون، وأنهم أساؤوا إلى الإسلام بأكثر مِمَّا أساء إليه أعداؤه، وشوَّهوا صورته السَّمحة النَّقيَّة، وقدَّموا بعبثهم بالإسلام صورًا مغشوشة شائهة استغلَّها أعداء هذا الدين السمح في داخل العالَم الإسلامي وخارجه، وطعنوا بها على الإسلام وثوابته، وسخروا من رسوله ومن سُنَّته وشريعته، ولايزال الأزهر يُنادي هؤلاء الشباب ويطمع أن يُفيقوا من سكرتهم، وأن يثوبوا إلى رشدهم، وأن يعلموا أن الغلو الذي أدَّى بهم - وبنا معهم - إلى هذه الفِتَن العمياء، قد حذَّرنا منه رسول الله ﷺ في قوله: «أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّما أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ» ، وفي قوله: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ»()، أي: المغالون والمتجاوزون في الأقوال والأفعال..

وامتثالًا لقول الله تعالى: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ﴾ {الذاريات: 55} نُذكِّر هؤلاء الذين بغوا علينا، وأساؤوا إلى ديننا وأمتنا وتاريخنا أنَّ الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، وأنه قد آن الأوان أن ليراجعوا أنفسهم، و يندموا على ما فرطوا في جنب دينهم وأمتهم، واللهُ عزَّ وجلّ-كما يعلمون - يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.. ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾ {النساء: 48}، ﴿إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ {الأعراف: 56}.. ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾{الزمر: 53}.
.. .. ..
هذا وأُذَكِّر نفسي وأُذكِّر علماء الأُمَّة بواجبنا الذي سنسأل عنه جميعًا أمام الله تعالى يوم القيامة، وهو بذل المستطاع من الطاقة والقوة والجهد، والتناصح من أجل الحفاظ على وحدة الأمة وصيانة عقائدها من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
وعلينا أن ننتبه إلى ضرورة العمل على ترسيخ فقه التيسير ومقاومة فقه الغلو والتشدد والتطرف، مع مقاومة ثقافة التحلل والتغريب وتدمير هوية المسلمين وثوابتهم وتراثهم العريق جنبًا إلى جنب.
وأن نلتفت إلى خطر التعليم في ترسيخ فقه التيسير وثقافة التعايش، وتجديد المناهج انطلاقًا من القرآن والسُّنَّة الصحيحة، وما أجمع عليه المسلمون، والبعد كل البعد عن وضع الخلافيات في الفروع موضع القواطع والثوابت.
وَمِمَّا يَجب التنبُّه له شرعًا ضرورةُ، بل وجوب، طلب الفتوى من أهل العِلم، المُلتزمين بمذاهب أهل السُّنَّة أصولًا وفروعًا، ومِمَّن لهم خبرة وبصر بمستجدات الواقع ونوازله، ويدركون خطر الآراء الخارجة عما أجمعت عليه الأمة، أو وقع عليه اختيار الجمهور من العُلَمَاء والفُقَهاء على مدَى أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزَّمان، وأنْ نعلم أن التعصب لهذه الخلافيات والفتاوى الغريبة قد أسهم كثيرًا فيما وصلت إليه الأُمَّة الآن من انقسام وتنازع وفشل، وفتح الباب على مِصراعيه للتدخلات الخارجية، بمخطَّطاتها الماكرة لتعبث ما شاء لها العبث بأمور المسلمين، وكانت النتيجة الكريهة لهذا الوضع أنْ صار بأسُنا بيننا شَديدًا.

وليس أمامنا –مَرَّة أُخرى أيها السادة الأفاضل- إلَّا الاعتصام بحبل الله، والتمسُّك بما أمر به في قوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ {آل عمران: 103}، وذلك حتَّى لا يتحَقَّق فينا الوَعيد الإلهيّ في قوله تعالى: ﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ {الأنفال: 46}، وأيضًا الوعيدُ النبوي في قوله ﷺ: «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ، تُنْتَزَعُ الْمَهَابَةُ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ، وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ. قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ» .

وعَلينا –يَا عُلَمَاء الأُمَّة بكل مذاهبها ومشاربها- أن نتأمَّل جَيّدًا التشبيه النبوي المعجز في هذا الحديث الشريف، والذي يصور قصعة فيها طعام شهي، وحولها جائعون متلهفون، يدعو بعضهم بعضًا لالتهامها وابتلاعها، على مرأى ومسمع من أصحاب القصعة وحُرَّاسها، المتشاغلين بما بينهم من توافِه الأمور وغرائب الأحوال، ولو أنَّنا استعرنا هذا التصور النبوي، وطبقناه على حال العرب والمسلمين اليوم، وما أفاء الله عليهم من ثروات ظاهرة وباطنة لا يحصرها العد، وتربُّصِ الأُمَمِ بهذه الثروات – لأدركنا إذن أين نقف اليوم من هذا الحديث الشريف الذي يكاد يستشرف واقعنا الآن من وراء خمسة عشر قرنًا من الزمان. 
فَهَـــلْ مِن مُّــــدَّكِر.
شكرًا
 والسَّلام عَليْكُم ورَحمةُ الله وبَركَاته؛؛؛

Terjemahan pidato Syaikh al-Azhar di UIN Jakarta 23 Februari 2016:
Assalamu’alaikum Wr. Wb Saya memulai ceramah saya dengan mengucapkan puji dan syukur kepada Allah yang telah memberikan kesempatan kepada saya serta rombongan, baik dari Al-Azhar maupun dari Majelis Al-Hukama Muslim, untuk mengunjungi Republik Indonesia dan bertemu dengan rakyatnya yang sangat baik, terutama dengan saudara-saudara kami seagama. Mereka adalah umat Islam yang sangat menghargai Mesir, hal itu tercermin dalam kuatnya hubungan antara kedua belah pihak sepanjang sejarah umat Islam dimana keduanya berpegang teguh pada aqidah dan akhlaq Islam yang mulia.
Mungkin saya tidak berlebihan jika saya memuji bangsa Indonesia dengan mengatakan bahwa Indonesia telah Allah pilih sebagai negeri tempat menyebarkan Islam sebagai agama yang menyerukan kepada kebahagiaan dunia dan akhirat serta menjaga orisinalitas dengan tetap menerima segala hal baru yang keduanya dipadukan secara baik dalam individu maupun masyarakat Indonesia.
Bangsa Indonesia juga telah mampu menyingkap khazanah keislaman yang suci serta nilai-nilai hukum Islam dan akhlaknya dengan mewujudkan nilai keadilan, persamaan, sikap terbuka pada orang lain serta memotivasi untuk memiliki sumber-sumber kekuatan dalam bidang ilmu pengetahuan dan teknologi dengan menyandarkan diri pada Allah semata, disertai usaha yang optimal sehingga kekuatan materi dan rohani tetap tercapai secara bersamaan.
Untuk itu, kemampuan bangsa Indonesia memadukan antara ilmu, iman dan amal telah menjadikan Indonesia mampu melakukan lompatan-lompatan sehingga menjadi salah satu negara termaju di kawasan Asia. Bahkan Indonesia telah menjadi macan Asia. Indonesia juga telah menjadikan Islam sebagai agama untuk membangun kehidupan dunia dan mencapai kebahagiaan ukhrawi, bahkan merupakan agama kemanusiaan secara universal.
Indonesia juga telah mampu membantah bohongnya tuduhan yang disampaikan oleh musuh-musuh Islam bahwa Islam adalah agama kemalasan dan tidak produktif sehingga masyarakatnya tidak maju bahkan Islam dianggap sebagai agama yang menghambat kemajuan ekonomi dan politik. Saat ini Indonesia telah menjadi model Negara Muslim yang dapat dibanggakan oleh umat Islam seluruh dunia, karena Indonesia telah mampu mencapai kemajuan ekonomi yang luar biasa terutama di Asia Tenggara.
Indonesia memeluk agama Islam melalui perantara para pedagang muslim. Kawasan Nusantara telah Allah jadikan berhati lembut dan sangat tertarik kepada Islam, karena ajaran dan akidah Islam yang sangat jelas toleran dan penuh keadilan. Selain itu kawasan Nusantara merupakan kawasan di Asia yang pertama kali menerima Islam yang dari waktu ke waktu Islam terus mengalami kemajuan di kawasan Nusantara sehingga Indonesia menjadi negara muslim terbesar dunia, dan mereka juga merupakan bangsa yang mencintai Allah dan Rasul-Nya serta al-Qur’an dan ajarannya.
Adapun terkait hubungan antara bangsa Indonesia dan Mesir seperti disampaikan para sejarawan bahwa hubungan tersebut telah dimulai beberapa abad yang lalu melalui hubungan dagang, pendidikan dan kebudayaan, dimana saat itu banyak para jamaah haji Indonesia yang sengaja datang ke Mesir untuk menuntut ilmu di Al-Azhar. Para sejarawan Eropa mencatat bahwa pada pertengahan abad ke 19 M telah dimulai kedatangan mahasiswa pelajar Indonesia di Al-Azhar yang menuntut ilmu dari para ulama Al-Azhar di Mesir.
Indonesia di Al-Azhar, tinggal di asrama-asrama yang di sebut dengan ruwak Jawa. Selain itu banyak penerbit Mesir yang menerbitkan berbagai karya ulama Indonesia. Pelajar Indonesia di Mesir juga banyak terpengaruh oleh gerakan-gerakan pembaharuan Mesir terutama yang dilkukn oleh Sheikh Mohammad Abduh dan para muridnya, ditambah dengan gerakan kebangsaan yang dipimpin oleh Mustafa Kamel serta para tokoh nasional Mesir lainnya saat itu.
Saat ini ada sekitar 5000 pelajar dan mahasiswa Indonesia yang belajar di Al-Azhar di antara mereka ada yang menapatkan beasiswa. Saat ini setiap tahun Al-Azhar memberikan 20 beasiswa kepada mahasiswa Indonesia selain itu setiap tahun Al-Azhar mengirim guru bahasa Arab ke sekolah sekolah di Indonesia dengan jumlah 31 orang.
Hadirin yang saya hormati
Zaman kita sekarang ini menghadapi berbagai macam persoalan dan krisis yang sangat serius, terutama di bidang politik ekonomi dan lingkungan hidup. Persoalan seperti ini yang paling banyak terjadi terutama di dunia ketiga yang mengancam keamanan kesehatan, masyarakat serta Negara tersebut. Selain itu kita juga menghadapi ancaman hilangnya rasa perdamaian yang diikuti oleh menyebar luasnya kekacauan dan kegelisahan serta dominasi kekuatan pihak tertentu yang menguasai orang-orang lemah. Hal yang lebih buruk lagi hal seperti itu terwujud dengan banyaknya kejahatan dalam bentuk peperangan serta penumpahan darah mengatasnamakan agama, terutama dengan mengatasnamakan agama Islam dengan sengaja menyematkan sifat teroris pada Agama Islam, di mana pada saat yang bersamaan tidak ada satupun agama samawi yang disifati dengan sifat teroris. Tentu saja penyifatan ini merupakan sebuah kedzaliman dan menipu akal serta pemahaman yang benar serta tuduhan ini sangat bertentangan dengan realitas dan sejarah umat Islam. Sebab banyak pemeluk agama lain yang justru banyak menggunakan kekerasan dan tindakan kejahatan yang menggunakan atas nama agama mereka, hal ini sebagaimana diakui oleh mereka sendiri baik oleh para tokohnya ataupun oleh para pemeluk biasa. Jika tidak percaya silahkan jelaskan apa yang terjadi dengan perang salib di dunia timur Islam serta perang atas nama agama di Eropa, ditambah dengan pengadilan-pengadilan yang menjatuhkan vonis pada penganut agama Yahudi dan umat Islam. Tidakkah semua tindakan dan peperangan ini merupakan salah satu bentuk terorisme dan kejahatan yang merusak tata nilai kemanusiaan sepanjang sejarah?
Ada orang yang mengatakan bahwa kesalahan-kesalahan tersebut merupakan kesalahan sejarah yang telah terjadi sudah sangat lama dan tidak ada pengaruh apapun pada kehidupan kita hari ini. Jika seperti itu silahkan anda dalami apa yang disebut dengan perang salib dua, di mana peperangan ini telah menjadi pintu masuk konflik panjang di dunia arab dan dunia Islam. Bahkan seorang penulis Amerika: John Fifer, menulis buku yang berjudul Perang salib II: perang barat dan penjajahan baru terhadap Islam. Tentu saja saya di sini tidak dapat menjelaskan secara detail apa yang dijelaskan oleh penulis tersebut tetapi saya ingin menekankan bahwa tindakan melanggar batas di luar ketentuan Islam yang dilakukan oleh sebagian kecil penganutnya di mana tindakan ini sangat ditentang oleh para ulama Islam serta para pemikirnya bahkan orang awam pun tidak dapat menerimanya, sikap melanggar batas tersebut juga ada pada pemeluk agama lain dimana para pelakunya dijanjikan akan mendapatkan surga.
Saya tegaskan bahwa dengan membaca kembali sejarah perbandingan terorisme, jelaslah bahwa umat Islam merupakan umat yang paling adil dan objektif di mana mereka dapat membedakan antara agama dan sikap sebagian pengikutnya. Umat Islam menilai peperangan yang dilakukan oleh orang barat terhadap Islam sebagian peperangan orang Eropa terhadap orang Islam dan tidak menuduh agama yang dianut oleh orang Eropa sebagai landasan ideologis tejadinya peperangan tersebut. Hal ini untuk membedakan antara nilai-nilai agama dengan perilaku para pemeluknya yang menjual belikan agamanya, dengan harga yang sangat murah. Hal ini merupakan salah satu wujud penghormatan umat Islam terhadap keyakinan agama lain mekipun umat Islam di seluruh penjuru dunia banyak ditindas dan selalu disingkirkan. Hanya saja kita tidak mungkin berdiam diri atas sikap yang menyududkan umat Islam, pembunuhan massal terhadap umat Islam seperti yang terjadi di Myanmar di tengah-tengah diamnya masyarakat dan media internasional, padahal mereka mengaku sebagai masyarakat yang sangat menghargai nilai-nilai kemanusiaan tanpa membedakan antara muslim dan non-muslim.
Kita juga tidak mungkin berdiam diri terhadap apa yang saat ini menimpa masjidil aqsa yang merupakan kiblat pertama umat Islam dan tempat isra’ mi’raj Rasulullah, dari penjajahan dan penghinaan yang dilakukan oleh Negara lain sehingga sangat menghinakan nilai-nilai dan peninggalan umat Islam. Jika seperti ini dunia barat banyak meneriakkan terhadap segala sesuatu sikap permusuhan yang menimpa orang Kristen di timur, padahal mereka di dunia timur bisa hidup dengan damai dan berdampingan dengan umat Islam, mereka juga berdiam diri terhadap setiap permusuhan yang menimpa umat Islam menghancurkan para wanita dan anak-anak mereka. Untuk itu saya katakan jika lembaga-lembaga keagamaan di barat yang sangat besar membolehkan dirinya untuk menyuruh umatnya dalam menyikapi peristiwa-peristiwa tersebut, maka saya juga harus memainkan peran saya untuk menyeru mereka yang memiliki akal dan perasaan di seluruh dunia untuk menyelesaikan problem serta sikap permusuhan umat non-muslim kepada umat Islam baik di timur maupun di barat. Hal ini saya lakukan demi mewujudkan perdamaian dan nilai-nilai kemanusiaan baik di timur maupun di barat.
  Hadirin sekalian
Sesungguhnya Allah SWT tidak pernah menurunkan agama untuk memecah belah umat manusia, tidak juga untuk memberikan kemadharatan dan rasa takut kepada umat manusia tetapi Dia menurunkan agama sebagai cahaya petunjuk dan rahmah serta kasih sayang. Dimana umat Islam merupakan makhluk yang sangat jauh dari berbagai tindakan yang berbau terorisme serta tindakan-tindakan kekerasan pertumpahan darah serta menyia-nyiakan manusia.
Saya secara pribadi tidak pernah menemukan satu buku pun dalam agama lain di dunia ini yang mengancam setiap pelaku kejahatan terorisme dan pertumpahan darah dengan hukuman yang sangat berat sebagaimana terdapat dalam kitab suci umat Islam. Dimana Islam mengancam pelaku kejahatan dengan siksaan yang sangat berat, baik di dunia maupun di akhirat. Dengan demikian, bagaimana mungkin Islam dijuluki sebagai agama teroris, padahal Islam adalah agama yang diproklamirkan oleh Rasulnya bahwa Islam adalah yang menjamin setiap manusia merasa aman dan selamat dari tindakan dan perkataan tetangganya. Rasulullah bersabda, Setiap muslim terhadap muslim lainnya haram meneteskan darah, merampas harta dan kehormatan. Islam juga tidak hanya melarang pembunuhan dan penetesan darah, bahkan Islam juga melarang sikap menakut-nakuti orang lain meskipun hanya bercanda. Oleh karena itu, saya tidak mungkin, dan tidak masuk akal, agama ini dituduh sebagai agama terorisme dan haus kekerasan padahal Rasulnya disebut sebagai pembawa kasih sayang kepada seluruh umat manusia.
Al-Qur’an sendiri mengajarkan bahwa kata kasih sayang yang disebut berulang-ulang dalam al-Qur’an dan diikuti dengan kata-kata kejujuran, keadilan, amanah, memaafkan dan memenuhi janji berkali-kali bahkan kata kasih sayang yang diajarkan Islam disebut dalam Alquran, bukti lain adalah bahwa kasih sayang yang diajarkan oleh Islam tidak hanya untuk sesama muslim tetapi harus berlaku untuk seluruh umat di seluruh dunia, baik makhluk hidup maupun benda mati. Jika Anda memperhatikan sejarah nabi Muhammad maka Anda akan terkejut dengan perilaku beliau yang sangat penuh dengan nilai-nilai cinta kasih yang terwujud dalam perilakunya baik kepada manusia, hewan maupun makhluk lainnya.
Untuk itu saya berharap agar seluruh hadirin dapat memperbandingkan antara akhlak dan nilai luhur yang diajarkan oleh Islam bahkan pada saat terjadi peperangan dalam bentuk sikap adil kepada musuh, dilarang membunuh wanita, orang tua serta anak kecil. Sikap ini membuktikan bahwa Islam sangat menekankan nilai-nilai kasih sayang meskipun kepada musuh. Oleh sebab itu sangat tidak masuk akal jika saat ini dengan sangat serampangan Islam dihukumi sebagai agama penyebar kekerasan. Jika saat ini ajaran agama Islam dikotori dengan perilaku sebagian umatnya yang berani melakukan pembunuhan meneteskan darah umat Islam dan umat lainnya dengan menilai perbuatan ini sebagai jihad di jalan allah demi menegakkan Negara Islam, mengkafirkan orang-orang yang berseberangan dengan mereka, ini merupakan tindakan yang tidak diajarkan oleh Islam bahkan Islam sangat menentang perbuatan tersebut. Untuk itu Al-Azhar mengemban amanat yang sangat besar untuk menyapaikan pesan ini sebab kami akan ditanya dihadapan Allah di hari kiamat untuk selalu mengingatkan dan memperbaiki sikap serta pemikian sebagian kecil pemeluk agama islam yang menyimpang, bahwa sikap-sikap tersebut bukan bagian dari ajaran Islam, dimana ini sangat merusak citra Islam serta nilai-nilainya yang sangat suci, serta membuka pintu kepada para musuh Islam untuk menghina Islam dan merendahkannya. Untuk itu Al-Azhar menyeru para pemuda yang terpengaruh pemikiran-pemikiran yang menyimpang tersebut agar mereka segera sadar dan kembali kepada jalan yang benar serta mengingatkan bahwa perilaku mereka yang bersikap ekstrim merupakan perilaku yang sangat dilarang Islam. Untuk itu dalam rangka mengemban amanah mengingatkan umat Islam, terutama para pemuda tersebut, saya serukan kepada mereka yang mengotori agama ini agar segera kembali dan menyesali tindakan mereka, dan segera bertaubat kepada Allah SWT atas tindakan yang telah mengotori ajaran agama Islam. Di sini saya juga ingin mengingatkan diri saya dan para ulama umat di mana kita semua akan dimintai pertanggungjawaban di hadapan Allah pada hari kiamat untuk menghabiskan segala daya upaya untuk saling menasehati dalam rangka menjaga keutuhan umat serta kemurnian akidah mereka dari ajaran-ajaran yang ekstrim serta tindakan-tindakan bodoh sebagian kecil pelakunya. Kita juga perlu mengingat perlunya segera menanamkan fikih yang penuh kemudahan dalam rangka memerangi fikih ekstrim dengan terus berupaya mengantisipasi upaya westernisasi dan penghancuran identitas umat Islam serta ajaran agamanya, secara bersungguh-sungguh. Kita juga perlu untuk memperbaiki sitem pendidikan dalam menanamkan fikih penuh kemudahan menerima orang lain secara berdampingan berdasarkan al-Qur’an dan sunah dengan menghindarkan berbagai perbedaan kecil dalam hal-hal yang bersifat tidak prinsipil.
Saya juga menyeru agar umat ini banyak meminta fatwa kepada para ahli ilmu yang dalam yang menganut faham sunni, serta dari mereka yang menguasai temuan-temuan moderan di abad ini. Mereka juga perlu segera sadar banyaknya tantangan yang dihadapi oleh umat Islam, di mana fanatisme terhadap golongan telah menjadi hal utama menjadi penyebab perpecahan umat, sehingga para musuhnya dengan mudah dapat memecah belah umat Islam dan menyebarkan kebencian kepada umat Islam.
Terakhir tidak ada yang dapat kita lakukan saat ini kecuali berpegang teguh pada al-Qur’an dan sunnah untuk menghindarkan perpecahan umat. Selain itu kita sekalian sebagai ulama umat ini perlu megingat kembali peringatan dari Rasulullah SAW yang menyerupakan umat akhir zaman ini sebagai menu makanan yang dapat disantap dengan mudah dan diperebutkan oleh para musuh Islam, untuk itu kita harus benar-benar sadar akan peringatan nabi ini untuk menghindarkan perpecahan yang menjadikan umat islam sebagai umat yang hanya menjadi objek umat lain dan tanpa daya upaya. Kita perlu memaksimalkan segala daya upaya yang kita miliki untuk memaksimalkan segala sumber daya yang kita miliki untuk memperbaiki kondisi umat agar lebih baik, sehingga jika ini benar-benar kita laksanakan maka umat Islam akan mendapatkan kejayaan sebagaimana kejayaaan yang pernah dialami masa lalu.
Semoga ini menjadi pengingat bagi kita semua.
Wassalamu’alaikum Wr. Wb.

No comments

Komentar yang sopan ya... :D

Powered by Blogger.